السبت 12 أكتوبر 2024 م - 8 ربيع الثاني 1446 هـ
أخبار عاجلة

رسول مبارك المولد ومقدس الميلاد «3»

الأربعاء - 25 سبتمبر 2024 04:02 م

أيها الأحباب.. إتمامًا لما كنا نتحدث عنه من زمان ولادة رسولنا الكريم (عليه أفضل الصلاة وأكمل التسليم) تحديدًا، وقد كان مولده (عليه الصلاة والسلام) عام الفيل تحديدًا، لما رواه البيهقي عن ابن عباس، وهو المجمع عليه لما قال خليفة بن خياط توفي أبوه عبد الله وهو حمل في بطن أمه على المشهور، وللحديث المروي عنه (صلى الله عليه وسلم): (.. ورؤيا أمي التي رأت حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام)، وروى محمد بن إسحاق عن حسان بن ثابت قال:(والله إني لغلام يفعة ابن سبع سنين أو ثمان أعقل كل ما سمعت إذ سمعت يهوديا يصرخ بأعلى صوته على أطمة ـ اسم مكان ـ بـ(يثرب): يا معشر يهود حتى إذا اجتمعوا إليه قالوا له: ويلك مالك؟ قال: طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به)، وروى أبو نعيم ومحمد بن حيان عن أسامة بن زيد قال: قال زيد بن عمرو بن نفيل: قال لي حبر من أحبار الشام: قد خرج في بلدك نبي أو هو خارج قد خرج نجمه فارجع فصدقه واتبعه) (صحيح السيرة النبوية، ص: 13).

والجميل في الأمر أن صاحب كتاب (صفة الصفوة 1/‏ 22) ذكر أقوال المؤرخين بترتيب جميل، وأردت أن أطلعك عليه ـ أيها القارئ الكريم ـ فيقول: (اتفقوا على أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولد يوم الإثنين في شهر ربيع الأول عام الفيل واختلفوا فيما مضى من ذلك الشهر لولادته على أربعة أقوال أحدها: أنه ولد ليلتين خلتا منه، والثاني: لثمانٍ خلون منه، والثالث: لعشرٍ خلون منه، والرابع: لاثنتي عشرة خلت منه، وروى محمد بن سعد عن جماعة من أهل العلم أن آمنة قالت: لقد علقت به فما وجدت له مشقة، وأنه لما فصل عنها خرج له نور أضاء له ما بين المشرق والمغرب ووقع إلى الأرض معتمدًا على يديه، وقال عكرمة: لما ولدته وضعته برمة فانقلعت عنه، قالت: فنظرت إليه فإذا هو قد شق بصره ينظر إلى السماء، وقال العباس بن عبد المطلب: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم مختونًا مسرورًا، فأعجب ذلك عبد المطلب وحظي عنده)، وذكر صاحب (إمتاع الأسماع 1/‏ 6) عدة أراء حول الموعد المحدد لمولده (صلوات ربي وسلامه عليه) فيقول:(يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول، وقيل لليلتين خلتا منه، وقيل ولد في ثالثة، وقيل في عاشرة، وقيل في ثامنة، وقيل ولد يوم الاثنين لاثنتي عشرة مضت من رمضان حين طلع الفجر، وقد شذّ بذلك الزبير بن بكار، إلا أنه موافق لقوله: إن أمه ـ صلّى اللَّه عليه وسلّم ـ حملت به أيام التشريق، فيكون حملها مدة تسعة أشهر على العادة الغالبة، وذلك عام الفيل)، وذكر صاحب كتاب (المعجم الوسيط، ج 2، ص 656) المولد فلكيًا فقال:(والراجح أنه ولد عام الفيل في الثانية والأربعين من ملك كسرى أنوشروان ابن قباذ بن نيروز، وكان على الحيرة يوم ولد ـ صلّى اللَّه عليه وسلّم ـ عمرو بن المنذر بن امرئ القيس وهو عمرو ابن هند، وذلك قبل ولاية النعمان بن المنذر المعروف بأبي قابوس على الحيرة بنحو من سبع عشرة، ووافق يوم مولده العشرين من نيسان، وولد بالغفر ـ الغفر: منزل للقمر ثلاثة أنجم صغار في برج السنبلة، وهي المنزل الخامس عشر من منازل القمر، ومن المنازل وهو مولد الأنبياء، ويقال كان طالعة برج الأسد والقمر فيه).

وخلاصة الكلام أن مولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خير كله وبركة سائدة ونعمة غامرة وفضل دائم، وأن ميلاده مبارك في أشرف بقة مكة شرفها الله للبشر.. والله أعلم.

محمود عدلي الشريف

 [email protected]