السبت 12 أكتوبر 2024 م - 8 ربيع الثاني 1446 هـ
أخبار عاجلة

فتح عظيم أشرق على الأمة «2»

الأربعاء - 18 سبتمبر 2024 05:44 م
10

إن الحياة مع القرآن حياة ما بعدها حياة.. تسعد النفوس وتشرح الصدور وتبهج الحياة بحياة الأمن والأمان والاطمئنان وملازمة القرآن.. نعمة ينعمها الله على عباده من يشاء، لذا على المسلم أن يجاهد نفسه لتعيش كل جوارحه الحياة الحقيقية مع القرآن.

ولنقف وقفة تدبر مع السلف الصالح مع كتاب الله العزيز، عن عثمان ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ أنه قال:(لو سلمت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم)، وقيل لبعض السلف:(إذا قرأت القرآن تُحدث نفسك بشيء؟ فقال: أوَ شيء أحب إلي من القرآن حتى أحدث به نفسي؟!)، وهذه أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ عندما سألها سعد بن هشام بن عامر عن خُلُق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالت:(ألستَ تقرأ القرآن؟ قلتُ: بلى، قالت: فإنَّ خُلق نبيِّ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان القرآن)، وفي رواية أخرى قالت عائشة ـ رضي الله عنها:(كان خلق رسول الله القرآن)، ثم قالت: تقرأ سورة المؤمنين اقرأ:(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) حتى بلغ العشر، فقالت: هكذا كان خلق رسول الله)، فما أدقّ وصف أُمِّ المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ لأخلاق النبي (صلى الله عليه وسلم).

إنّ حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) كانت حافلة مشرقة شروق الشمس وضياء القمر، وكان في حياته وأقواله وأفعاله قرآنًا يمشي على الأرض الذي اتخذ من القرآن العظيم جميع نواحي الحياة التي عاشها، فتباركت هذا الخطوات المباركة بهذا النور الإلهي الذي سوف يبقى مدى الأزمان النور العظيم الذي يفوح عطرًا ربانيًا في حياة المسلمين، قال تعالى:(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) (آل عمران ـ 31).

إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو أملنا وطريقنا إلى الحياة الآمنة في الدنيا والآخرة، وقد أرشدنا كتابنا العزيز إلى محبة هذا النبي الذي نحيا من خلال منهاجه العظيم الذي نقضنا من الجهل والشرك والشقاء والعذاب والضلال في الدنيا والآخرة ورسم لنا منهاج حياتنا لنعيش حياة الإيمان والتقوى والحياة المطمئنة (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة ـ 128)، وقد وجّهنا القرآن العظيم أن من أعظم الحب الذي يجب يعيش عليه المسلم حب هذا النبي العظيم (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ) (التوبة ـ 24)، فحب رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) في حياة المسلم شعارٌ تبين حقيقة الإيمان في حياته، وتكون هذه المحبة مختلفة عن جميع الشهوات وحب الدنيا وحب كافة الناس، يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) في حديث مرويّ عن الشيخان وغيرهما:(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إِليه من والده وولده والناس أجمعين).

وعلى المسلم أن يقف وقفة تدبر وتمعن ليعيش مع الحياة المحمدية وفي رحابها الطاهرة ليستدل من هذه السيرة العطرة وفق ما جاء من الله ورسوله الكريم ويتعرف على حقوقه (صلى الله عليه وسلم) ويؤديها كما رسمت لها السنة النبوية ليعيش المسلم وهو يطبق المنهج الرباني والرسالة المحمدية حياة بين الخوف والرجاء الإيمان والتقوى لينال حب ورضا الله سبحانه وتعالى.

إعداد ـ مبارك بن عبدالله العامري

 كاتب عماني