الأربعاء 15 يناير 2025 م - 15 رجب 1446 هـ
أخبار عاجلة

رأي الوطن : عام جديد يحرم فيه طلاب غزة من التعليم

الاثنين - 09 سبتمبر 2024 07:06 م

رأي الوطن

30

في الوقتِ الَّذي يبدأ فيه العامُ الدِّراسيُّ في كافَّة بُلدانِ المعمورة، حتَّى في مدارس الكيان الصهيوني الغاصب، يظلُّ أطفالُ فلسطين محرومينَ من حقِّهم في التَّعليم، في ظلِّ حربِ إبادةٍ وتطهيرٍ عِرقي متواصلة على الشَّعب الفلسطيني في قِطاع غزَّة. فمنذُ السَّابع من أكتوبر الماضي، حُرِم طلبة المدارس والجامعات في قِطاع غزَّة من الالتحاقِ بالعمليَّة التَّعليميَّة؛ جرَّاء القصف المتواصل على مختلف أنحاء قِطاع غزَّة، واستهداف الأحياء والمُربَّعات السكنيَّة بالكامل، حيث شهدتِ المدارسُ نزوحًا لآلافِ الأُسر. ووفقًا للأُمم المُتَّحدة فإنَّ نَحْوَ (1,9) مليون شخص (في قِطاع غزَّة) هُمْ نازحون، ويشملُ ذلك أشخاصًا نزحوا بشكلٍ متكرِّر، وهو ما يجعلُ إقامة منظومة تعليميَّة في القِطاع عمليَّة مستحيلة.

لقَدْ أدَّى عدوان الاحتلال على غزَّة وحرب الإبادة الجماعيَّة الَّتي قام بها إلى استهداف أكثر من (25,000) طفل ما بَيْنَ شهيد وجريح، مِنْهم ما يزيدُ على (10,000) من طلبة المدارس، وسط تدمير (90%) من مباني المدارس الحكوميَّة البالغِ عددُ أبنيتِها (307)، ما يَحرمُ أكثر من (630) ألفَ طالبٍ وطالبة من سكَّان القِطاع المُحاصَر، المستهدفِ بالقصفِ المُتواصلِ بأسلحةٍ مُحرَّمة دوليًّا، من حقِّهم في التَّعليم منذُ ما يقارب العام، يُضافُ إِلَيْهم أكثر من (58) ألفًا يُفترض أن يلتحقوا بالصَّفِّ الأوَّلِ في العام الدِّراسي الجديد، فضلًا عن (39) ألفًا ممَّن لم يتقدَّموا لامتحانِ الثَّانويَّة العامَّة، وهو ما يعني تأجيل مستقبلهم، فمَن يَنجُو بحياته من هذه الحرب الإجراميَّة هو في جانب من هذه الحياة محروم من مستقبلٍ يتمتَّع به نظراؤه في كافَّة دوَل العالَم.

ولم تسْلَمِ الضفَّة الغربيَّة المُحتلَّة من نتائج عدوان كيان الاحتلال الصهيوني على الأراضي الفلسطينيَّة، فرغمَ انطلاق الموسم الدِّراسي بِها، تظلُّ انتهاكاتُ الاحتلال وقطعان المستعمِرِين في الضفَّة الغربيَّة بما فيها القدس حائلًا بَيْنَ طلاب فلسطين وحقِّهم في التَّعليم، حيث حرمتْ جرائمُ كيان الاحتلال في الضفَّة والقدس المُحتلَّتَيْنِ طلبة (11) مدرسةً فلسطينيَّة من الدّوامِ وجاهيًّا منذُ السَّابع من أكتوبر 2023، وتسبَّبَ العدوانُ المتواصل في إعاقة الدّوام بشكلٍ جزئي في بعض المدارس خلال العام الدِّراسي الماضي، فضلًا عن هدمِ سُلطات الاحتلال عددًا من مدارس التَّحدِّي الَّتي أقامَتْها الحكومة الفلسطينيَّة في المناطق المستهدفة، بما يتأكَّد للجميع أنَّ الحرب الَّتي يشنُّها كيان الاحتلال الصهيوني تستهدف الإنسان الفلسطينيَّ، ويسعَى إلى حرمانه من أبسطِ حقوقه في الحياة وهو حقُّ التَّعلُّم.

إلَّا أنَّ النِّضال الفلسطيني يتواصل في هذا الملفِّ كما يتواصلُ لِنَيْلِ الحُريَّة بكُلِّ الطُّرق، حيث تسعَى الحكومةُ الفلسطينيَّة لمواجهةِ عدوان الاحتلال بخطواتٍ عمليَّة لإنفاذِ خطَّتها المُتعلِّقة بإنقاذ التَّعليم في قِطاع غزَّة، والَّتي تقوم على تسجيل أبناء غزَّة ضِمْنَ مدارسَ افتراضيَّة للتَّعليم الإلكتروني خُصِّصت لطلبةِ القِطاع، حيث أعدَّتِ الحكومةُ خططًا للعامِ الدِّراسي الجديد تُحقِّق تطلُّعات تقديم الحدِّ الأعلى المُمكِن من التَّعليم الوجاهي أو الحضوري بما يراعي تطوُّرات الوضع الميداني المرتبطة بانتهاكاتِ جيش الاحتلال وعصابات المستعمِرِين في الضفَّة الغربيَّة بما فيها القدس، الَّتي أدَّتْ إلى استشهاد (78) طفلًا من طلبةِ المدارس، واثنَيْنِ من الكوادر التَّعليميَّة منذُ السَّابع من أكتوبر الماضي، كما تواصلَتْ مع مؤسَّسات دوليَّة وحقوقيَّة ودبلوماسيَّة مختصَّة في مجال التَّعليم؛ لكَيْ يكُونَ لهَا تدخُّلات في توفير حقِّ التَّعليم لأطفالِ فلسطين، ولكَيْ تتحمَّلَ مسؤوليَّاتها في إيلاء تلك المدارس اهتمامًا خاصًّا، وتحقيق مطلبِ عدمِ استثناء أيِّ مدرسةٍ من حقِّ الطَّلبة في التَّعليم، وهي جهود تؤكِّد صلابة أبناء فلسطين في مواجهةِ إرهابِ كيانِ الاحتلال.