الخميس 11 سبتمبر 2025 م - 18 ربيع الأول 1447 هـ
أخبار عاجلة

ألسنة وحكايات : عندما تسرد فلسطين عن عمان « موت السرير رقم 12 » لغسان كنفاني

ألسنة وحكايات : عندما تسرد فلسطين عن عمان « موت السرير رقم 12 » لغسان كنفاني
الأحد - 08 سبتمبر 2024 05:10 م

ناصر المنجي

80

حريٌ بهذه القصة التي كتبها الشهيد غسان كنفاني، «ومن ذا بفلسطين ليس بشهيد أو مشروع شهيد» أن تتحول إلى عملٍ سينمائي، والتي أتوقعها أول عملٍ سردي في الأدب العربي الحديث تتناول شخصية عمانية، وأن تأتي من قامة عربية وعالمية مثل غسان كنفاني، هي عبارة عن رسالة يرسلها الكاتب إلى صديقه أحمد من المستشفى وهو على سرير المرض، لا يخبره فيها عن حالته الصحية، بل يصف فيها حال شابٌ عماني يرقد في المستشفى في الكويت في ستينيات القرن المنصرم من أعمارنا، شاب مريض بالسرطان يحتضر غريباً عن بلاده وأسرته وعائلته ووحيد إلا من صندوق خشبي منقوش عليه أسمه (محمد علي أكبر) وهو من قرية مخا، كان يعملُ سقاءً يبيع الماء فيها أجبرته الأقدار أن يهاجر منها للعمل في دولة الكويت حالماً بتكوين ثروة بسيطة تكون هذه الثروة الموت في المستشفى وأن يسجى جثمانه في مشرحة المستشفى ودفنه بعيداً عن بلده وأسرته التي لم تعلم بموته، وستنتظر سنوات وسنوات أن يأتي إليها دون أن تعلم بموته، محمد علي أكبر الذي يغضب عندما تناديه الممرضات محمد علي، وهنا تكمن مأساة هذا الشاب، حيث في مخا قبل هجرته للكويت عشق فتاة من بلدته وهو الشاب الفقير، يُفاتح أخته «سبيكة» بحبه للفتاة، قالت له أن الفقر ليس عيباً وستذهب لمفاتحة الفتاة وأمها لخطبتها له، ترجع لأخيها وتخبره بموافقة الأم والفتاة ولكن الموافقة بيد الأب الذي لم يعلم بعد وفي قادم الأيام سيأتي الرد، تذهب مرةً أخرى وعندما سألها محمد علي أكبر عن موضوع الخطبة أخبرته أن الأب توفي قبل يومين وأوصى بعدم الموافقة على هذا الزواج لأن الشاب قاطع طريق وسارقٍ معروف للمواشي، .. لكنني يا أختاه لم أسرق في حياتي شيئاً، الصدفة القدرية ظن الأب أن من يخطب أبنته هو محمد علي وهو سارق معروف للقاصي والداني وليس محمد علي أكبر، لذا يغضب الشاب عندما يُنادى بمحمد علي، مصراً على مناداته بمحمد علي أكبر، يقرر الهجرة إلى الكويت للعمل فيها وتكوين ثروة تجعله يرجع لقريته والزواج من أجمل فتاة فيها يموت محمد علي أكبر غريباً في الكويت ولم يشيعه إلى مثواه الأخير إلا ذلك الصندوق الخشبي الذي لا يعلم أحد ما فيه، بإمكان القاريء الإطلاع على القصة بالبحث في موقع العم جوجل.

تحمل هذه القصة معاني عدة إنسانية ووجدانية وحوارا بين الحياة والموت، بأسلوب قصصي سينمائي يتميز به غسان كنفاني، وأتوقع أن القصة واقعية كون القاص ذكر اسم مخا وأحوال عمان في تلك الفترة، وتبرز اهتمام الفلسطيني بأخيه العماني، وإذا ما قدّر لهذا العمل الأدبي أن يكون فيلما سينمائيا ولو قصيرا وبمشاركة عمانية فلسطينية سيلاقي النجاح عربياً ودوليا بشرط أن يكون طاقم العمل من مخرج وممثلين وكاتب السيناريو من الأسماء المتحققة وليس من مدعي السينما وما أكثرهم في سلطنة عمان وخارجها، خصوصاً إن كاتب القصة هو غسان كنفاني ولكم أتمنى من الجهات المعنية أن تتبنى الفكرة.

سيكون هذا العمل إن تم وفاءً عمانيا لفلسطين عما قدمته لعمان، حيث إن من أسس النظام التعليمي في عمان هم أهل فلسطين ممثلاً في الرصاصي ـ رحمة الله عليه ـ وغيره من أبناء فلسطين الأبية، ووفاءً عمانيا لكاتب عظيم للشهيد غسان كنفاني.

ناصر المنجي

 كاتب عماني