كتب ـ محمود الزكواني:
طالب أهالي قرى (وكان) و(الجبل الأبيض) الجهات ذات الاختصاص بأن تواصل وتستكمل جهودها في التعجيل بمدِّ القرى بمختلف المرافق الخدمية والتطويرية والاستثمارية.
واستعرض الأهالي الممكنات الاستراتيجية التي تتمتع بها تلك القرى، ففيها العديد من المُقوِّمات والإمكانات الطبيعية الجميلة، والتضاريس الاستثانئية الرائعة، وتزخر بالعديد من المفردات الثقافية والتراثية والسياحية، وكانت تلك القرى، خلال فصل الصيف، ضمن أبرز وأهم المقاصد والمزارات السياحية من مختلف محافظات سلطنة عُمان، وكانت عاملًا رئيسًا للجذب السياحي لهؤلاء السائحين والزائرين، مما جعلهم يشدُّون الرحال إليها ويتوافدون عليها بصورة مستمرة، سواء من داخل سلطنة عُمان أوخارجها.
ومنذ أن وجَّه حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ بضرورة وضع خطَّة زمنية في تطوير قرى (وكان) و(الجبل الأبيض)، واستكمال البنى الأساسية وتعزيزها بكل الاحتياجات المنشودة، تستمر جهود الجهات ذات الاختصاص المختلفة التكاملية والتنسيقية بينهما، في وضع الإطار الاستراتيجي العام، كالخدمات الاستشارية والهندسية والتصاميم الفنية اللازمة، إلى جانب وضع الخطط والبرامج، ثم الشروع بالتنفيذ لمختلف تلك المشاريع، التي من المؤمل أن ترى النور قريبًا.
(الوطن) تلقَّت بعض التساؤلات والاستفسارات من قِبل أهالي تلك القرى، وعلى أثرها سارعت وشرعت بالمتابعة في هذا الشأن، ولجعل تلك القرى والمناطق تنبض بشرايين الحياة، إلى جانب أنها ستُسهم في تعزيز ورفد مختلف القطاعات التنموية في الولاية.
تعجيل تنفيذ مختلف المشاريع
قال الرشيد عبدالله بن خصيف الريامي أحد سكان منطقة «وكان»: نطالب من الجهات ذات الاختصاص بالتعجيل في تعزيز البنى الأساسية اللازمة في القرية أبرزها رصف الطريق المؤدي للقرية، والذي هو ما زال غير مسفلت، حيث تبقَّى من الطريق ما يقارب 3 كم، إلى جانب تعزيز القرية بشبكة المياه، وتقوية شبكة الاتصالات، والشروع في تنفيذ مشروع (التلفريك) والصرف الصحي، وإضافة المخططات السكنية والزراعية والثروة الحيوانية في القرية.
وأضاف: إنَّ هناك عددًا من السائحين والزائرين يتوافدون بشكل مستمر، لذلك تشكِّل لنا مواقف السيارات تحدِّيًا آخر، فهناك عدد محدود في الحقيقة لمواقف السيارات، لذلك قامت البلدية مؤخرًا بإسناد مناقصة لتهيئة وزيادة بعض المواقف وتم رصفها أيضًا تفاديًا لتصاعد الأتربة والغبار، كما يوجد عدد من دورات المياه التي قامت بتوفيرها وزارة التراث والسياحة سابقًا، كما أن القرية بحاجة إلى إضافة عدد أكبر من دورات المياه والمرافق الأخرى في استعداد لاستقبال أعداد كبيرة من الزوار أثناء فترة الإجازات الرسمية.
وأشار سكان قرية «وكان» إلى أن القرية ما زالت من القرى التي لها الدور البارز في تسهيل حركة الناس بين ولاية الجبل الأخضر وما جاورها من المناطق والقرى في وادي بني خروص، حيث كانت قديمًا محطة واستراحة للناس من المغادرين والقادمين إليها من مختلف هذه المناطق، كما أنها تنتج العديد من أصناف الفواكه والمحاصيل الموسمية كالفول والعدس والثوم والبصل، الأمر الذي جعل منها مركزًا يقصده العديد من التجار على مدار العام.
وتطرق الريامي إلى تفرد معالم القرية الثقافية والتراثية والتصاميم الهندسية الفريدة لمدرَّجاتها الزراعية وأيضًا طريقة شق الفلج الرئيس، كما تعَد تلك السفوح الجبلية المتاخمة للقرية وسيلة تسهل وجود طرق رئيسية مختلفة تؤدي إلى الوصول إلى ولاية الجبل الأخضر، إلى جانب استخدامها من جانب محبِّي رياضة (الهايكنج) طوال أيام العام، وأيضًا لا ننسى وجود البيوت القديمة داخل القرية التي آلت للاندثار بسبب عدم ترميمها، وهناك أيضًا العديد من الكهوف التي يمكن أن تكون مزارًا سياحيًّا للقرية.
وقال: إن هناك اجتهادًا شخصيًّا كبيرًا من بعض شباب القرية في عمل بعض البرامج والأنشطة للزوار كرياضة المشي (الهايكنج) والتخييم وبعض أنشطة الرماية بالأسلحة التقليدية الخفيفة كنوع من التسلية، وتوجد نُزُل فندقية واحدة في القرية التي تخدم الزوار والسياح الراغبين بالاستمتاع بأجواء الصيف الباردة ومحبِّي التصوير وهواة التنزه.
مقصد للسياح
وقال عبدالله بن أحمد بن علي العرفاتي: تقع قرية (وكان) في ولاية نخل بمحافظة جنوب الباطنة، حيث تبعد عن محافظة مسقط مسافة تقلُّ عن ١٥٠ كم، وتُعدُّ مقصدًا للسياح من داخل وخارج سلطنة عُمان لما تتمتع به من سِمات ومعالم سياحية فريدة بحكم جمال الطبيعة فيها لارتفاعها عن مستوى سطح البحر لأكثر من ٢٠٠٠ متر، حيث تتميز بمناخ شبيه بمناخ البحر المتوسط من اعتدال درجات الحرارة صيفًا وانخفاضها شتاءً لدرجة تكوُّن الثلوج على المسطحات الزراعية بها خلال شهر يناير من كل عام، إلى جانب تميُّز قرية (وكان) بزراعة أشجار الخوخ والمشمش والعنب والرمان، كما تتميز القرية بالزراعات الموسمية كزراعة الثوم والبصل والبقوليات، بالإضافة إلى الأشجار البَرِّية التي تنمو بها كأشجار البوت والعتم والعلعلان والطلح، وكذلك ما يميِّز قرية (وكان) وقوعها وسط مناطق سياحية كثيرة مما يجعلها نقطة انطلاق للرحلات والتخييم وسياحة المغامرات ورياضة المَسير الجبلي، حيث يحيط بها الجبل الأخضر ووادي بني خروص والقرى السياحية بوادي مستل ووادي بني حراص.
موضّحًا أن الحكومة الرشيدة قد أولت اهتمامًا بالغًا في تطوير قرية (وكان)، حيث وجَّه عاهل البلاد المُفدَّى ـ حفظه الله ورعاه ـ بضرورة وضع خطة زمنية لتطوير القرية، وقد تم البدء في مشاريع استكمال البُنى الأساسية للقرية والشروع في عملية التطوير لتكون وجهة سياحية فريدة بها كافة مُقوِّمات السياحة التي تتميز بها وتوفير كافة الخدمات والمرافق للسياح والزائرين للقرية.
وقال: إن الخطط والبرامج في تطوير القرية ستكون بدءًا من تعبيد الطريق الموصل للقرية وإيجاد وسائل نقل حديثة كـ(التلفريك)، كما تشمل خطة التطوير في نُزُل لمبانٍ بالقرية توفر السكن والمطاعم والمقاهي للزائرين للقرية، بالإضافة إلى توفير منافذ لبيع المنتجات المحلية بالقرية والمحاصيل الزراعية بها، وتوجد بها العين المغذية لمزارع القرية والتي تقع أعلى نقطة بها، حيث يتطلب الوصول إليها الصعود لـ(٧٣٠) درجة من السلالم الحجرية المستوحاة من بيئة القرية، ويتميز مسار الصعود لمنبع المياه بالقرية بالمرور وسط الأشجار والمدرجات الزراعية بالقرية وبمحاذاة ساقية الفلج المغذي للمزروعات بالقرية، كما يمكن ممارسة أنشطة التخييم بالقرية بما تتميز به من موقع جغرافي بعيدًا عن ضوضاء المُدُن الصاخبة، حيث هدوء الطبيعة بقرية (وكان) يسحر الزائرين لها بالمكوث لساعات طويلة والاستمتاع بالمناظر الخلابة، وتتوافر حاليًّا بقرية (وكان) بعض النُّزُل الفندقية ومطعم لخدمة نزلاء القرية، كما أن خطَّة تطوير القرية ستتيح المزيد من المساكن والخدمات للسائحين بالقرية مما يستوعب أعداد السياح المتزايدة للقرية وتوفير كافة الخدمات والمرافق لهم، كما أن أهالي قرية (وكان) لهم دور في تطوير القرية من خلال الشروع في إنشاء شركة أهلية يكون لها الدور القيادي في ازدهار السياحة بالقرية وتوفير الخدمات ومتطلبات السياحة لزوار القرية.
تلبية مطالب المواطنين واحتياجاتهم
وقال سيف بن سالم السيابي عضو المجلس البلدي بولاية دماء والطائيين: أثمِّن توجيهات حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ بضرورة وضع خطَّة زمنية لتطوير الجبل الأبيض، واستكمال البنى الأساسية، حيث قام مؤخرًا سعادة محمود بن يحيى الذهلي محافظ شمال الشرقية، بزيارة عدد من قرى الجبل الأبيض بولاية دماء والطائيين، واستمع إلى مطالب المواطنين واحتياجاتهم في مختلف القطاعات، وأكد على ضرورة العمل وتلبية مطالب المواطنين واحتياجاتهم، وتذليل الصعوبات التي تواجههم.
وأوضح عضو المجلس البلدي بأن أهالي قرى الجبل الأبيض يناشدون الجهات ذات الاختصاص بالتعجيل والانتهاء من وضع الخطط اللازمة في تحقيق وتنفيذ المشروعات الخدمية والتطويرية وأبرزها هي: سفلتة الطريق العام، وإنشاء المركز الصحي، وتعزيزها بعدد من المنشآت الفندقية المختلفة، وتقوية شبكة الاتصالات.. وغيرها من المشاريع الخدمية والتطويرية والتي هم بحاجة ماسَّة لها.
مشيرًا إلى أنه منذ فترة قصيرة، بدأت الجهات ذات الأختصاص بطرح مناقصة استشارية لوضع التصاميم الفنية للطريق المؤدي إلى الجبل الأبيض، لذلك نطالبها بالتعجيل وإعاجة النظر في الشروع في تنفيذها بأسرع وقت ممكن، كما نطالب أيضًا نطالب الجهات بمتابعة وصيانة الطريق الترابي الحالي، الذي يربط ولاية قريات بمختلف قرى الجبل الأبيض كالطريق الرئيس من وادي العربيين مرورًا إلى قرى فيق قلعات وصولًا إلى حيل الكفوف والمحلاحي بالجبل الأبيض، لما يُشكِّله هذا الطريق من أهمية كبيرة من حيث الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتجارية لهؤلاء قاطني القرى والزائرين والسائحين إليه وأيضًا لتسهيل الحركة المرورية من وإلى تلك القرى في الجبل الأبيض.
تنوع المقومات الطبيعية
وقال يعقوب بن سعود الحنظلي أحد أعيان الجبل الأبيض بولاية دماء والطائيين بمحافظة شمال الشرقية: يُعَدُّ الجبل إحدى حلقات سلسلة جبال الحجر الشرقي، ويرتفع عن سطح البحر بما يقارب (2000) متر، ويُعدُّ من المقاصد والمزارات السياحية والثقافية والتاريخية الجميلة والتي له طابع جغرافي استثنائي، وتتنوع فيه المُقوِّمات الطبيعية كثيرة، مما يجعل الجوَّ فيه معتدلًا في فصل الصيف وباردًا في فصل الشتاء، حيث يمتلك مساحات وأراضي شاسعة، ويكثر فيه زراعة الفواكه والخضراوات إلى جانب الأشجار المعمرة الوارفة التي تعطي جمالية في المكان، ويقطنه العديد من السكان والذين يصلون إلى أكثر من ثلاثة آلاف شخص في مختلف قرى ومناطق الجبل الأبيض.موضّحًِا بأن الأهالي يطالبون الجهات ذات الاختصاص المختلفة بعدد من المشاريع وأبرزها رصف الطريق الرئيس، وبناء الوحدات السكنية، واستغلال الأراضي الشاسعة في زراعتها بمختلف الفواكه والخضراوات والأشجار المختلفة، وتوفير المياه، وتقوية شبكة الاتصالات، وبناء المراكز صحية، والعيادات البيطرية والمدارس الحكومية التي يحتاجها هؤلاء الطلاب وتقلل من معاناتهم اليومية، الذين يخرجون من الساعة الرابعة فجرًا، ويعودون إلى منازلهم في الساعة الرابعة عصرًا.
المطالبة بسفلتة الطريق
وقال علي بن سعيد الحنظلي ـ أحد قاطني قرية حيل الكفوف بالجبل الأبيض بولاية دماء والطائيين: نطالب الجهات ذات الاختصاص بسفلتة الطريق المؤدي إلى قرى الجبل الأبيض، حيث يبعد من قرية حيل الكفوف إلى مقر ولاية دماء والطائيين ما يقارب (٢٤) كيلومترًا، ويخدم الكثير من القرى بما يقارب أكثر من (50) قرية وأبرزها هي: حيل الكفوف، وسيح الحرمل، وحيل المكارم، الصفيرة، والمحلاحي، ورأس الجمحة، ولما له من أهمية كبيرة من مختلف الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياحية.. وغيرها من الجوانب، وأيضًا هناك طريق أخرى يربط الجبل الأبيض بولاية قريات بطول (16) كيلومترًا، ويمتاز بطوله وبمحاذاة جوانب الطريق الكثير من المقاصد السياحية والاقتصادية والثقافية.
معربًا عن معاناة الأهالي أثناء هطول الأمطار، وبسبب جريان الأودية والشعاب يؤدي ذلك إلى انقطاع الطريق الحالي، ويُشكِّل معاناة وصعوبة كبيرة من حيث التنقل للأهالي وطلاب المدارس، وأيضًا هناك طُرق أخرى يجب صيانتها لتخفف التعب ومعاناة عن هؤلاء الأهالي.
تزويد القرى بمياه سد وادي ضيقة
وقال محمد بن حمد الحنظلي أحد سكان حيل المكارم: نطالب الجهات ذات الاختصاص في شأن تطوير الجبل الأبيض بولاية دماء والطائيين بمحافظة شمال الشرقية، كما نطالبهم بتنفيذ رصف الطريق بالإسفلت والإنارة من الغبرة سيح الحرمل إلى حيل المكارم بمسافة ما يقارب (13) كيلومترًا، وتوصيل شبكة المياه من سد وادي ضيقة إلى حيل المكارم، والمناطق المجاورة لها بمسافة لا تزيد عن (5) كيلومترات، علمًا أن الماء الذي توفره الجهات ذات الاختصاص حاليًّا للشرب فقط، وغير كافٍ لاستخدام المنازل، وشرب الحيوانات حيث إنَّنا نملك ثروة حيوانية جيدة. موضّحًا بأننا نناشد الجهات ذات الاختصاص المختلفة أن تقوم بالتواصل مع ساكني القرى والمناطق في الجبل الأبيض وتُعد لهم مقترحًا جيدًا حول زراعة الأراضي الشاسعة من الفواكه والخضراوات.. وغيرها من الأشجار، فأرض الجبل الأبيض ممكن أن تتحول إلى سلَّة غذائية متكاملة، ومن هنا يجب أن يتم توفير الماء من سد وادي ضيقة إلى جانب دعم وتمويل الأهالي بكل ما يحتاجونه من المستلزمات الزراعية، كما نطالب بتسوير القرية التراثية التي تكثر فيها الآثار التراثية والثقافية والتي صدر بها رسم مساحي من قبل وزارة التراث والسياحة بحيل المكارم خشية تدمير هذا الموروث العريق، كما نطالب الجهات باستثمار الأراضي التي صدر بها رسم مساحي وسند ملكية للحكومة بمساحة 100 مليون، و800 ألف كيلومتر بحيل المكارم.