الاثنين 09 سبتمبر 2024 م - 5 ربيع الأول 1446 هـ
أخبار عاجلة

1،8% من مواطني قطاع غزة فـي عداد الشهداء

1،8% من مواطني قطاع غزة فـي عداد الشهداء
الأربعاء - 04 سبتمبر 2024 04:21 م

علي بدوان

10

تسبَّبت كارثة العدوان على الشَّعب الفلسطيني في قِطاع غزَّة بنزوحِ نَحْوِ مليونَي فلسطيني من بيوتِهم من أصْلِ نَحْوِ مليونيْنِ و(200) ألفِ فلسطيني كانوا يُقيمون في القِطاع قَبل الحرب فتمَّ بعد الحرب العدوانيَّة الأخيرة تسوية منازلهم ومناطق سكناهم بالأرض بفعلِ استهدافِ سلاح الجوِّ في جيشِ الاحتلالِ للمناطقِ السكنيَّة والبنى الأساسيَّة بشكلٍ عامٍّ، فكانتِ النَّتيجة حتَّى نهاية الرُّبع الأوَّل من شهر آب/أغسطس 2024 إصابة نَحْوِ (132) ألفَ شهيدٍ وجريح، مُعْظمهم الأطفال والنِّساء.

فبعدَ أشْهُرٍ من الحرب الدَّمويَّة الطَّاحنة الَّتي شنَّتها وما زالتْ تشنُّها «إسرائيل» ضدَّ أبناء فلسطين في قِطاع غزَّة، وصلتْ أعدادُ الشُّهداء (الشُّهداء فقط) لنَحْوِ أربعينَ ألفَ شهيدٍ، وفقَ المعطياتِ الأخيرة الَّتي نشرَها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني يوم الأحد الـ(11) من أغسطس 2024، حين أشار إلى أنَّ «إسرائيل قتلتْ في حربِها على غزَّة منذُ الـ(7) تشرين الأوَّل/ أكتوبر 2023 الماضي، نَحْوَ (1.8%) من سكَّان القِطاع، (24%) مِنْهم من فئة الشَّباب». جاء ذلك في بيان للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عشيَّة اليوم العالَمي للشَّباب، الَّذي أشار إلى أنَّ حالات الاستشهاد بَيْنَ عموم الفلسطينيِّين مع العدوان على قِطاع غزَّة قد تنوَّعت، ما بَيْنَ الاستشهادِ بنارِ وبارودِ الاحتلال وخصوصًا القصفَ الجوِّي وإلقاء القنابل ذاتِ الأوزانِ العالية والمنفجرة، وشهداء المجاعة والشُّهداء الأطفال والنِّساء وكبار السِّن المحتاجين للرِّعاية الدَّائمة، والمعرَّضين للموتِ نتيجة الأمراض المزمِنة وحاجاتهم للأدوية الدَّائمة. فيما تجاوزت أعداد الجرحى (95) ألفًا، (70%) مِنْهم من النِّساء والأطفال، بالإضافة إلى نَحْوِ عشرةِ آلاف مفقود تحت الرُّكام وأنقاض الأبنية الَّتي تمَّ استهدافها بالقصفِ الجوِّي وبالقنابلِ الثَّقيلة. وأمام العالَم بأسْرِه بالصَّوتِ والصورة. أمَّا عن عددِ الشُّهداء في الضفَّة الغربيَّة، فقد وصلَ إلى (620) شهيدًا، مُعْظمهم من الشَّباب والأطفال، حيث بلغت نسبة الشُّهداء دُونَ سنِّ (30) سنَةً نَحْوَ (75%)، وفق المعطيات الرَّسميَّة الفلسطينيَّة. وبناءً على تلك المعطيات والواقع الجديد الَّذي نشأ بعد العدوان الشَّامل على قِطاع غزَّة، وعموم الأرض المُحتلَّة عام 1967، من رجَّح انخفاضَ معدَّل النُّموِّ السكَّاني في قِطاع غزَّة بشكلٍ رئيس. والَّذي كان يُقدَّر في قِطاع غزَّة بنَحْوِ (2.7%) وفق تقديرات الجهاز لعام 2023 إلى نَحْوِ (1%) فقط خلال عام 2024. ويُشار، وعشيَّة عدوانِ الاحتلالِ على قِطاع غزَّة، كان يُقيم في أراضي فلسطين المُحتلَّة عام 1967 نَحْوُ (5.6) مليون فلسطيني، مِنْهم (1.2) مليون شاب وشابَّة (بَيْنَ 18 و29 عامًا)، يُشكِّلون ما نسبته (22%) من إجمالي السكَّان. وخلاصة القول، إنَّ العملَ اللازمَ للقيامِ به فلسطينيًّا، وعربيًّا، وإسلاميًّا، وأُمميًّا، ومن كُلِّ الحلفاء والأصدقاء في المجموعات الدّوليَّة ومن مُعْظم دوَل الأُمم المُتَّحدة، يَفترض أن يُعليَ الصَّوت في ظلِّ عمليَّة القتلِ والإبادة البَشَريَّة، الَّتي باتَتْ صارخةً في فلسطين وقِطاع غزَّة، والتَّوَجُّه نَحْوَ محكمة العدْلِ الدوليَّة في لاهاي التَّابعة للأُمم المُتَّحدة، وإلى محكمة الجنايات الدّوليَّة لملاحقةِ القادةِ العسكريِّين والأمنيِّين وحتَّى السِّياسيِّين في كيانِ دَولة الاحتلال لمقاضاتهم أُسوةً بما جرَى في أكثر من مكانٍ في العالَم ارتُكبَت فيه إبادات بَشَريَّة.

علي بدوان

كاتب فلسطيني

عضو اتحاد الكتاب العرب

دمشق ـ اليرموك