عن عمر ناهز ١٠٠ عام
المصنعة ـ من خليفة بن عبدالله الفارسي:
انتقل أمس إلى رحمة الله تعالى الشيخ العلَّامة نبهان بن سيف بن سالم المعمري من سكَّان ودام الغاف بولاية المصنعة عن عمر ناهز المئة عام تقريبًا، فهو من مواليد 1925م، وولد في حاجر بني عمر إحدى قُرى ولاية الرستاق، حيث تلقَّى الشيخ في سنواته الأولى حفظ القرآن الكريم على يَدِ عددٍ من علماء زمانه، بعد ذلك انتقل إلى قرية الحيلين بولاية السويق.
رحلَ العلَّامة الشيخ نبهان المعمري بعد ذلك إلى ولاية نزوى وكان عمره ـ آنذاك ـ 23 عامًا لدراسة العلوم الشرعية واللُّغة العربية على يَدِ الإمام الجليل محمد بن عبدالله الخليلي (رحمة الله عليه) لمدَّة سبع سنوات من 1946 إلى 1953م، وتتلمذ على يَدِ عددٍ من الأساتذة والمشايخ الذين كان لهم الفضل في التعلُّم والدراسة، منهم الشيخ مرزوق بن محمد المنذري والشيخ حمود بن زاهر الكندي والشيخ سالم بن سيف البوسعيدي والشيخ منصور بن ناصر الفارسي والشيخ سفيان بن محمد الراشدي. كما التقى الراحل بعددٍ من العلماء خلال فترة مكوثِه في نزوى، وعمله جابيًا للزكاة في بعض المناطق بمحافظات الداخلية والظاهرة والشرقية، منهم الشيخ محمد بن سالم الرقيشي والشيخ خلفان بن جميل السيابي والشيخ إبراهيم بن سعيد العبري.
وفي عام 1955م ميلادي سافر العلَّامة الشيخ نبهان بن سيف المعمري إلى المملكة العربية السعودية طالبًا للعِلم والرزق، ونزل في الدمام عند تركي بن عبدالله العطيشان، ثم توجَّه إلى الرياض للدراسة عند الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار النجدية، ومكثَ لمدَّة 4 أشْهُر درسَ خلالها الفِقه من ميراث وغيره والنَّحْو وحصلَ على شهادة دراسية، ثم أقام الراحل في مكَّة المكرَّمة مُجاوِرًا للحرم لتدارس العلوم الشرعية، كما عمل في المملكة العربية السعودية في سكَّة الحديد في الخرج وأنشأ محلًّا تجاريًّا، ثم انتقل إلى الدمام والخبر وافتتح محلًّا تجاريًّا هناك، وبَقِيَ لعدَّة سنوات في المملكة في إدارة الأعمال التجارية. وقد عاد ـ رحمة الله عليه ـ إلى سلطنة عُمان مسقط رأسه في العام 1961م مستقرًّا في قرية ودام الغاف بولاية المصنعة عند أخيه الأكبر حمد بن سيف، وافتتح محلًّا تجاريًّا، وفي عام 1971م تمَّ تعيينه مُعلِّمًا لمادَّة التربية الإسلامية بأوَّل مدرسة في ولاية المصنعة، وعمل في مهنة التدريس حتى أحيل للتقاعد عام 1989م، وقد وجَّه حينها نصيحة للطلبة والأجيال القادمة باتباع تقوى الله وطلب العِلم، ولم يتخصَّص في عِلْمٍ واحد، بل كان مُلمًّا بمختلف العلوم منها اللُّغوية بمختلف فروعها والعلوم الشرعية بمختلف أقسامها والنَّحْو، وقد عاصر الراحل أحداثًا زمنية تاريخية مُهِمَّة حدثت بسلطنة عُمان وكان أحَد المراجع التاريخية، ولدَيْه مكتبة عامرةٌ بأُمَّهات الكتُب.