مسقط ـ «الوطن » :
رحلَ الإعلامي القدير خليفة بن صالح الطائي أحَدُ أعمدةِ الإعلام العُماني، فهو من الجيل المؤسِّس لإذاعة سلطنة عُمان في مبناها الأوَّل ببيت الفلج في العام 1970. لقد كان الراحل مثالًا للعطاء والتفاني في العمل الإعلامي، وكما يقال: إنَّ رحيل الأعمدة شديدُ الوقْعِ على مجالاتهم، فبرحيلهم تفتقد المهنة قدرًا كبيرًا من العِلم والخبرة والتَّوجيه، كما أنَّها تُعَدُّ خسارةً تُضاف للرَّاحلين من أبناء جيلهم وبخاصَّة الجيل الَّذي كانت على يدَيْهم البصمةُ الأولى للإعلام.. ولكن قدر الله نافذ ولا رادَّ له، فهذه الدُّنيا ليست دارَ خلودٍ وبقاء.. أيَّامها مراحل، وساعاتها قلائل، والمرء لا شكَّ عنها زائلٌ راحل. حيث ترك الطَّائي بصمةً لا تُنسى في تاريخ الإعلام العُماني الحديث، من خلال رحلته الإعلاميَّة الطويلة، فقدِ استطاع أن يتركَ بصمةً وإرثًا يخلِّده في ساحة الإعلام العُماني، فقد تميَّز بالإخلاص في العمل والاحترافيَّة، وأسهَمَتْ جهوده في تأسيس ونجاح إذاعة سلطنة عُمان لِتصبحَ واحدةً من المؤسَّسات الإعلاميَّة الرَّائدة في المنطقة، وسيبقى إرثه الإعلامي نبراسًا تهتدي به الأجيال القادمة. ومن الأعمال الخالدة الباقية للرَّاحل حتَّى يومنا هذا؛ مسلسل آباء وأبناء والَّذي تمَّ إنتاجه في العام 1984، حيث نسجَ أحداث قصَّته وحواره الرَّاحل خليفة الطَّائي، وهو أوَّل مسلسل عُماني تمَّت استعارة موسيقاه التصويريَّة من النوتات الموسيقيَّة العالَميَّة، كما لدَى الرَّاحل رصيدٌ وافر من المؤلَّفات والمسلسلات التلفزيونيَّة والإذاعيَّة، حيث كانت بصمتُه واضحةً مع أبناء جيله الذين أسْهَموا في رفع مستوى الإنتاج الدرامي والإذاعي. ومن بَيْنِ الإنجازات الَّتي حقَّقها خليفة الطَّائي ـ رحمه الله ـ الحصول على جائزة الإخراج العام عن مسلسل «منصور وسعدون» في مهرجان الإبداع الإعلامي العُماني في العام 2011م، كما حصد عدَّة جوائز على مستوى الوطن العربي.