عمان ـ العُمانية : تسلط قصص حدث في الآستانة التي ترجمها أسيد الحوتري من اللغة التركية، الضّوء على جوانب من حياة المجتمع التركي المعاصر والتحولات التي أصابت قيم التسامح والتعايش التي كانت سائدة فيه لقرون. تتسم القصص بتنوعها على صعيد الشكل والأسلوب والبناء الفني، ويطرح عددًا منها مواضيع اجتماعية نفسية، بخاصة ما يتصل بالغربة والاغتراب، وبراءة الأطفال، والتّغيير، والهَوس. وتدور بعض القصص حول مسائل فلسفية وتعاين مواطن جمال الحياة، والكيفية التي يتوجب اتباعها وتذوق هذا الجمال بغية الشعور بالسعادة. وتشتمل المجموعة على قصتين تصوران تحولين سياسيين خاصين، حدثا خلال الفترة الزمنية الحرجة التي عاشتها تركيا بالتحول من امبراطورية إلى جمهورية، إذ تصور قصة الربيع بأسلوب رمزي حزن الراوي على ما آلت إليه أحوال البلاد والعباد من تراجع . وتتوزع القصص على ثلاثة فصول أولها بعنوان الربيع واشتمل على قصص لكتّاب أتراك من بينهم أحمد راسم، الذي توفي عام 1932 وترك الكثير من الأعمال في القصة، والرواية، وأدب السيرة، ورفيق خالد كراي، الذي عُرف بتقنياته القوية في السرد، وبلغته البسيطة والسلسة، وعمر سيف الدين الذي يعد مؤسس القصة القصيرة التركية وأهم روادها وعرف ببساطة لغته السردية، وسامي باشازاده سيزائي، الذي أصدر رواية واحدة بعنوان المغامرة تعد أول رواية تركية واقعية، وممدوح شوكت أساندال الذي طرح في كتاباته قضايا الناس وهمومهم بلغة تتسم بالبساطة. وخصص الفصل الثاني الذي جاء بعنوان الخريف لقصص مختارة لكتّاب من بينهم أورخان كمال، الذي يُعدّ من كبار الأدباء الأتراك، وكتب الرّواية، والقصّة، والمسرحيّة، والقصيدة، إلا أنّه تفوَّق ﰲ الرّواية، وسعيد فائق عباسي يانق الذي جذبت أعماله اهتمام النقاد. وتضمن الفصل الثالث الشتاء قصصا لكتاب من بينهم أحمد حكمت مفتو أوغلو الذي عُرف بكونه كاتبًا قوميًّا، وأحمد نجدت صانتشار الذي تغنّى بالهوية القومية التركية.