دمشق ـ «الوطن » :
صدرت حديثا عن دار نلسن في بيروت وجمعية نساء ذوات ثقافة مزدوجة رواية غادة الزاهرة أو حسن العواقب للأديبة زينب فواز 1844- 1914 والتي تعد أول رواية في الأدب العربي وقد قامت فاطمة الخواجا بتحقيقها وكتابة المقدمة لها..
وبخلاف الشائع بأن رواية زينب لمحمد حسين هيكل التي نشرها عام 1913 هي أول رواية عربية تم التوصل إلى أن رواية الأديبة زينب فواز غادة الزاهرة هي أول رواية عربية تمتلك مقومات العمل الروائي، حيث نشرت فواز روايتها عام 1899 كذلك كتبت اسمها الحقيقي كمؤلفة للرواية حضرة الكاتبة الفاضلة الأديبة الكاملة نادرة زمانها وفريدة عصرها وأوانها السيدة زينب فواز، بخلاف هيكل الذي كتب على غلاف روايته بأن مؤلفها مصري فلاح وكأن كتابة رواية في ذاك الوقت أمر مشين لا يتناسب ومكانته فقد تولى عدة حقائب وزارية حتى وصل إلى رئاسة مجلس الشيوخ المصري.
وجاءت الرواية مبنية على قصة حقيقية وأبطالها حقيقيون وهم زعماء منطقة «تبنين» مسقط رأس الكاتبة، وتتألف من 37 فصلا تمثل عادات وتقاليد وطبائع بعض عشائر جبل عامل في القرن التاسع عشر، وتدور أحداثها حول صراع بين أميرين تامر وشكيب وهما أبناء عمومة، تامر الأكبر سنا وهو الأحق بالإمارة حسب السن لكن هذه الأحقية جعلته مستهترا فأصبح شريرا مكروها في حين كان شكيب على النقيض، ما جعل الناس تحبه وتفضله، لذلك جاء عمهم وأراد تغيير القاعدة وأن يسند الحكم إلى شكيب، فغضب تامر وحاول الانتقام سواء عن طريق قتل شكيب، أو محاولة سرقة حبيبته، ونشر الترويع وإفساد حياة الرعية.
وتستمر الكاتبة في وضع أبطال الرواية في مأزق تلو الآخر ومن مشكلة معقدة إلى أخرى أكثر تعقيدا، لتنتهي الرواية نهاية سعيدة تعكس ثقة الكاتبة بأفكارها وإمكانية تحقيقها، حيث يجلس شكيب على كرسي الحكم ويتزوج بفارعة وكأن زينب فواز تريد أن تقول لنا من خلال هذه الرواية إن العلاقة بين الرجل والمرأة يجب أن تقوم على الحب والتعاطف والاختيار الحر بلا ضغوط ولا إكراه، وأنه لا مفر للفتاة من التعلم بغض النظر على المستوى الاجتماعي الذي تعيشه.
وأصدرت الكاتبة عدة روايات إضافة إلى العديد من القصائد، ويأتي مؤلفها الأهم الرسائل الزينبية وهو مجموعة المقالات التي كانت تنشرها في الصحف قبل عام 1893.