الخميس 14 أغسطس 2025 م - 20 صفر 1447 هـ
أخبار عاجلة

عبدالعزيز الرواس .. مهندس الإعلام العماني فـي ذمة الله

الاثنين - 19 أغسطس 2024 06:32 م
70

كتبت ـ ليلى الرجيبية :

خبرحزين ترامى إلى مسامعنا مساء أمس الأول، رحيل الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز الرواس المستشار السابق لجلالة السلطان للشؤون الثقافية، والذي يعد واحدا من أبرز الشخصيات العمانية في مسيرة النهضة العمانية الحديثة.

ومن الرجال العظام الذين خدموا البلاد لأكثر من نصف قرن، هو أحد الرموز الإعلامية الوطنية في عُمان والخليج العربي، حيث قال في أحد تصريحاته الإعلامية: إن التاريخ ليس إرثا لأحد ولكن الشخصيات تعود لوطنها وانتمائها، وها هو اليوم يرحل ويترك لنا إرثا عظيما في مسيرة الإعلام الحديث، فبصمته قائمة وشاهدة على تطور الإعلام والثقافة العمانية.

ولد الرواس في صلالة عام 1945 وبدأ مشواره التعليمي في مدرسة السعيدية بصلالة، قبل أن ينتقل إلى الكويت وينخرط في السلك الدبلوماسي، ومع تولي المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ مقاليد الحكم، عاد إلى البلاد ليبدأ مسيرته المهنية البارزة، حيث شغل منصب مدير إعلام ظفار ثم انتقل إلى مسقط ليصبح مديرا عاما للعلاقات العامة والاتصالات الخارجية بوزارة الإعلام، وفي 1976 تم تعيينه وكيلا لوزارة الإعلام للشؤون الإعلامية، وبعدها وزيرا للإعلام وشؤون الشباب في مايو 1979، ومن ثم وزيرا للاعلام، وفي عام 2001م اختاره جلالة السلطان قابوس مستشارا للشؤون الثقافية.

قدم الرواس ـ رحمه الله ـ الكثير من الإسهامات التي ساهمت في تطور الثقافة والاعلام في سلطنة عمان، حيث قام بإنشاء دار عمان للصحافة والنشر تحت إشراف وزارة الإعلام في عام 1980 وأسس هيئة متخصصة في الإنتاج الفني التليفزيوني بين عامي 1983 و1997 ، وتبنى إصدار قانون ينظم المطبوعات والنشر في العام 1984 و تأسيس وكالة الأنباء العمانية في عام 1986 وعمل على إصدار قانون تنظيم الرقابة على الأعمال الفنية في عام 1997 ، وتأسيس نادي الصحافة، كما نجح ـ رحمه الله ـ في إدراج العديد من المواقع التراثية ضمن قائمة التراث العالمي الثقافي والطبيعي، وقام بتطوير العديد من المواقع التاريخية والتراثية في مختلف المحافظات.

فقيد الاعلام العماني والعربي تحدث عنه الكثيرون، بدموع الحزن الصادق، حيث كتب الاعلامي صالح بن محفوظ القاسمي على صفحته في الفيسبوك: الوزير المستشار متقاعد عبدالعزيز الرواس رحمه الله استدعاني عام 1997م وقال لي يا ابني سوف يصدر قرار وزاري بتعيينك مديرا للبرامج العربية في الاذاعة، و سأكون داعما لك ومكتبي مفتوح لك وفقك الله، فبرحيله فقدنا مهندس ومخطط الاعلام العماني الحديث، وفقدت عمان احد رجالها الاخيار البررة، إنه بحق رجل دولة من الطراز الرفيع. ونشر الكاتب والاعلامي حمود بن سالم السيابي على صفحته مقالا يرثي فيه الفقيد، ومما ذكره: أقترب من السبعين وما زلت أرتعش كلما التقيته وكأن العمر الذي تصرم لم يشفع لي بالثبات، وكلما كتبتُ سطرا في مقال تذكرت أنك ستقرأه فأحذفه، و أعترف أنني والبعض من جيلي قد خذلناك، ولكن حبال أنفاسك كانت الأطول وأنَّنا أتعبناكَ فكان خزينك من الصبر علينا هو الذي لا ينفد جئنا إلى أكاديميتك بعفويتنا وجنوننا صحبناك في الأسفار فكان الوطن يسكنك، ورافقناك في السيوح السلطانية فكانت خيمتك الوحيدة التي لا تطفئ سراجها. وكنَّا نقلقك بهواتفنا في الهزيع الأخير من الليل، وأنت بين يقظة وإغفاءة لنضعك في الصورة من تطورات عالمية بثتها الوكالات، ويوم ترحل يا أبي فإن أنقى ما بقي لنا سينطفئ معك. ولعل هذا العزاء في بيوت الكثير من الإعلاميين هو بذات الحزن النازف عليك في بيتك ومن عائلتك ، فهم عائلتك وغرسك وإن لم يعجبك الزرع.

رحم الله الشيخ عبدالعزيز بن محمد الرواس، وأسكنه فسيح جناته.

عبدالعزيز الرواس .. مهندس الإعلام العماني فـي ذمة الله
عبدالعزيز الرواس .. مهندس الإعلام العماني فـي ذمة الله