السبت 27 يوليو 2024 م - 21 محرم 1446 هـ

الارتقاء بالأخلاق والسلوك فى ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية «16»

الأربعاء - 17 يناير 2024 05:29 م

إن الزواج من نعم الله على الإنسان ووجب على الإنسان أن يشكر الله على نعمه، ولكن على من يقدم على الزواج أن يتخير المرأة الصالحة وعلى المرأة أن تتخير الزوج الصالح، وينبغي مراعاة مواصفات في اختيار الزوجة، وكنا قد ذكرنا بعضها سابقًا ونكمل بإذن الله، فمنها أن تكون امرأة ولودًا لأن الأبناء يكثرون الألفة داخل البيت ويكونون عونًا لآبائهم وأمهاتهم في الكبر، كما أن الذرية تكثر الأمة، جاء في السنن أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلم) قال فيما رواه أبو داود والنسائي عن معقل بن يسار:(تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم)، ومن صفات المرأة الصالحة النسب وهى أن تكون من بيت دين وصلاح، فإن المنشأ التربية والمشرب له أثر كبير فى سلوك المرأة وأخلاقها تعاملها مع زوجها وأبنائها، فالبيئة الصالحة تختلف عن البيئة السيئة، ويستطيع من يقدم على الزواج التأكد من ذلك وعرفة آثار الصلاح على أهل المرأة من حيث المحافظة الفرائض التي فرضها الله من عبادات كالصلاة والزكاة والحج والصيام والكسب الحلال والسمعة الطيبة في أماكن العمل والسكن، فقديمًا قالوا: إذا أردت أن تتزوج المرأة فانظر إلى أبيها وأخيها، كل ذلك له أهمية كبيرة، وبنظرة مستقبلية إذا حدث شقاق ونزاع وخصومة بين الرجل وزوجته إلى من سيرجع؟ إلى من سيشتكى؟ فإذا كان أهل المرأة أهل صلاح فإنهم سيردوها إلى الحق وشرع الله تعالى وإذا كانوا أهل سوء فقد ازداد الشجار واتسعت المشكلات.

كما أن من الصفات التي يستحب أن تراعى في اختيار المرأة أن تكون أجنبية بمعنى أنها ليست بقرابة قريبة، وذلك لحماية النسل من الضعف، وإلى هذا أثبت الطب المعاصر وذلك أنه قد تكون هناك أمراض وراثية في العائلة تتأكد بزواج الأقارب ويكثر احتمال ظهورها في الأبناء، وهذا ليس بواجب أن تختار خارج القريبات ولكنه مستحب.

وعلى ذلك ينبغي التأني في اختيار الزوجة التي هي رفيقة العمر وأم الأولاد، ولا يغتر الشاب بالفتاة التي تخالف الشرع في الثياب ووضع المساحيق والكلام المائل لأن كل ذلك زائل بل عليه أن يبحث عن ذات الدين بالمواصفات التي ذكرت بهذا المقال وما سبقه وأيضًا الفتاة لا تتسرع فى اختيار الزوج والذي سوف يكون له القوامة عليها لأنه إذا كان صالحًا حافظ عليها ولم يظلمها وإن كان غير صالح فسوف تقضى معه أيامًا صعبة، فعلى ذلك صلاح الرجل بالنسبة للمرأة أمر فى غاية الأهمية وكما نصحنا الرجل ننصح المرأة.

.. والله من وراء القصد، وهو وحده الهادي إلى سواء السبيل.

د. أحمد طلعت حامد سعد

 كلية الآداب ـ جامعة بورسعيد بجمهورية مصر العربية