زارته ـ سميحة الحوسنية:
ليست الوهلة الأولى التي أقصد فيها الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية، حيث تفاصيل الجمال والطبيعة الغناء والتي تتميز بجوها الاستثنائي ومناخه البارد على مدار السنة والذي يستقطب أعداداً كبيرة من الزوار من مختلف محافظات السلطنة إلى جانب السياح من الدول العربية والأجنبية.
في الجبل الأخضر يعانق السحاب قمم الجبال وترسم الطبيعة أجمل لوحاتها وتتفن التضاريس بإنتقاء أروع ألوانها وتشدو الطيور بأجمل ألحانها هناك تتفتح الورود بأزكى عطرها وطعم فواكها اللذيذه كالرمان والكمثري والعنب والبوت والمشمش والخوخ والتفاح .. وغيرها من الفواكه التي يقوم بشرائها الزائر عندما يحين موسمها ليحملها معه مباركاً خيرات هذا البلد العزيز.

وفي أثناء رحلتي كانت أشجار المشمش كحسناء تزهر أعجبني منظر النساء وهن يرتدن الزي المحتشم، وقد قمنا بأداء بعض الأعمال كالرعي وإحضار الطعام للمواشي بالرغم من برودة الجو القارصة والمشي في الأحياء السكنية يحملن أطفالهم مرتدين الملابس الشتوية وسكان الجبل الذين يرحبون بالزائر محافظين على عاداتهم وتقاليدهم وزيهم العماني الأصيل.
في الجبل الأخضر لاتكاد تخلو المنازل من زراعة الفواكه والأشجار الموسمية وحظي الجبل بالكثير من المشاريع التنموية والخدمية والتي وفرتها الحكومة كي يحظى أبناء الجبل بالخدمات فهناك المدارس والمنشآت الحكومية والشوارع والمتنزهات وخدمات صحية وسوق للبلدية الى جانب المحلات التجارية ومركز تقطير النباتات العطرية والاستراحات والفنادق الراقية ليجد السائح كل مايحتاجه في رحلته.
والزائر للجبل لايفوته الذهاب إلى وادي بني حبيب حيث الأشجار المثمرة في موسمها على امتداد البصر والذي يجد الزائر متعته الحقيقيه في التجول بين أشجارها الجميلة والحارات القديمة وبيوتها التراثية والتي تكسب الوادي جمالا آخاذ يسلب الألباب وأنت تقف أمام هيبة الجبال وشموخ تاريخها إلى جانب الأودية والسدود المائية.
وفي المواسم يقوم سكان الجبل بعرض منتجاتهم للبيع على طول الطريق كماء الورد الجبلي والزيوت المختلفة كزيت الشوع والقفص والأدوية المحلية وكافة انواع الفواكه في مواسم الثمار.
الطقس يزداد برودة وكأن الطبيعة تتأهب لترتدي ثوب الثلج الأبيض، فالزائر لا يستطيع لمس الماء الذي يصل إلى درجة التجمد طبيعة خلابة تسحر الزائر من الوهلة الأولى فتجعله يكرر تلك الرحلة مرات عديدة.