بدأت العديد من المحافظات إطلاق مهرجانات أو فعاليات متعددة خلال فترة الشتاء، استغلالا لهذا الموسم الذي يمتاز ببرودة الطقس المعتدل لعرض مخزونها الثقافي والمعرفي ومقوماتها السياحية والاقتصادية و الاستثمارية ،وذلك في تفاعل أوجد حراكا مجتمعيا داخليا وسياحيا من دول الجوار، اسهم في تنشيط الحركة التجارية وايجاد فرص عمل لاصحاب المبادرات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،الى جانب ذلك التنافس والذي يراد من خلاله تقديم كل محافظة ما لديها من امكانيات وممكانات وابداعات مجتمعية قابلة للتحديث والتطوير ،حيث ان كل محافظة تختلف طبيعتها الجغرافية عن المحافظات الأخرى وان اتفقت في بعض المحتوى ،الذي بطبيعة الحال يحرص الكل على التجديد فيه كل عام لتقديم شيء جديد مبتكر ،ينسجم مع رؤية المحافظة وتطلعاتها لاشراك المجتمع بكل فئاته في عملية تلك الرؤية، والمساهمة معا في اظهار القدرات التي تمتلكها المحافظة في مختلف المجالات.
فشتاء مسندم الذي انطلق قبل أيام بأنشطة وفعاليات وبرامج متعددة تتناسب مع طبيعة المحافظة الواقعة شمال سلطنة عمان وبوابتها المطلة على الخليج العربي، يعد نافذة تسويقية مهمة للتعريف بأهمية المحافظة ليس فقط للسائح من الخارج وإنما للسائح من الداخل، فهذا الجزء العزيز من الوطن يفترض ان يكون المواطن على دراية به وبما يمتلكه من شواطيء وخلجان وجزر وقرى بحرية وجبلية ،وطبيعة تختلف في مكوناتها عن تلك التي تتواجد في عديد دول العالم ،وهناك حراك لا يهدأ لتحقيق خطط المحافظة في البنى الأساسية خاصة في تأمين الخدمات التي تتطلبها المنظومة السياحية المتزايدة في كل عام ،سواء في زيادة عدد الغرف او منافذ وطرق الوصول أو تهيئة مواقع سياحية جديدة في ولايات المحافظة.
اذا ستبقى مسندم في موسمها الثالث مستمرة في تقديم شتاء تتنوع فيه الأحداث والبرامج من صالونات ثقافية ومسرحيات ومسابقات وندوات ونوافذ تسويق لرواد الأعمال ومغامرات بحرية وجبلية، واركان مخصصة للأسر والأطفال وسباقات ومنافسات رياضية وغيرها من الفعاليات المتنوعة والمتجددة ،والتي تؤكد على ان أهمية مثل هذا الحراك الشتوي الجميل ، ليس في مسندم وإنما كذلك في المحافظات العشر الأخرى وتميز محافظة ظفار بخريفها البديع كونها محافظة استثنائية حباها الله بطبيعة خلابة خلال فصل الصيف، فليستمر هذا الحراك في المحافظات وليجسد ارتباط المواطن بتاريخه وارثه وحضارته ودوره في انعاش تجارته واقتصاده، ولتستمر تلك الأيادي بمستوياتها القيادية المختلفة في اعطائها لتقديم سلطنة عمان الأرض والإنسان والجغرافيا والتاريخ والموقع الاستثنائي المتميز.
طالب بن سيف الضباري