الاثنين 09 سبتمبر 2024 م - 5 ربيع الأول 1446 هـ
أخبار عاجلة

حصار «النتنياهو» يفضح مخططاته

حصار «النتنياهو» يفضح مخططاته
الأربعاء - 04 سبتمبر 2024 04:26 م

جودة مرسي

30

تعرَّض رئيس وزراء الكيان المُحتلّ (النتنياهو) لحصارٍ شَعبي تَمثَّل في احتجاجاتٍ حاشدة تُطالِب بإبرامِ اتِّفاق هدنةِ مع حركة حماس ينتج عَنْها الإفراج عن الأسرَى المحتجزين لدَيْها، وذلك بعد الإعلان عن مقتل (6) من الأسرَى بَيْنَهم أسير يحمل الجنسيَّة الأميركيَّة؛ نتيجةَ قصفِ طيران جيش الاحتلال على المكانِ المحتجزين به ـ حسب إعلان المقاوَمة ـ وشارك في هذه الاحتجاجات لأوَّل مرَّة منذُ اندلاعِ الاعتداء على الأراضي المُحتلَّة في قِطاع غزَّة (الهستدروت) نقابة العمَّال لِيُمثِّلَ ضغطًا داخليًّا على حكومة التَّطرُّف للكيانِ المُحتلِّ ورئيس وزرائها، فيما جاء الضَّغط الخارجي لدواعٍ مختلفة، مِنْها الدَّواعي الانتخابيَّة من الرَّاعي الأوَّل للكيانِ، وهو الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة، حيث أعلن عنِ اجتماعٍ عُقِدَ بَيْنَ الرَّئيس بايدن مع أعضاء الوفد الأميركي المسؤول عن المفاوضات الَّتي جرَتْ بَيْنَ المقاوَمة والكيانِ المُحتلِّ؛ من أجْلِ التَّوصُّلِ إلى هدنةٍ لوقفِ إطلاقِ النَّار والانسحاب من غزَّة وتبادُل أسرَى الكيانِ المُحتلِّ. ويهدف بايدن من هذا الاجتماع إلى إقرار اتِّفاق أميركي وعرضِه على الجانبَيْنِ من أجْلِ الموافقة أو الرَّفضِ دُونَ اعتراض على أيٍّ من بُنودِه، وإغلاق باب المفاوضات بعد ذلك، معلنًا أنَّه يعتقدُ أنَّ (النتنياهو) لا يبذلُ ما فيه الكفاية من أجْلِ وقفِ إطلاقِ النَّار، وبخلاف الحصار الَّذي تعرَّض له (النتنياهو) من الاحتجاجات الشَّعبيَّة الضَّخمة المطالِبة بإبرام صفقةٍ من أجْلِ إعادةِ الأسرَى، وتصريح بايدن بتجهيزِ صيغة اتِّفاق للهدنة، أعلن وزير الخارجيَّة البريطاني ديفيد لامي عن تعليقِ بيعِ أسلحةٍ للكيانِ المُحتلِّ (30 رخصةَ بيعِ أسلحةٍ من أصْلِ 350) مِنْها عتاد يُستخدم في الحرب الحاليَّة على قِطاع غزَّة، في حين أبدَى مسؤولون إسرائيليُّون معارضتَهم لهذا القرار، وهذا الإعلان من جانب لندن له من الدَّلالة ما يعني أنَّه يُشجِّع بعض الأطراف الأخرى أن تتخذَ مِثل هذا الموقف.

الاعتراف بالأهداف الحقيقيَّة للعدوان على غزَّة

في خِطابه يوم الاثنين الفائت لتهدئةِ الرَّأي العامِّ وتقديمِ التَّعازي لأهالي القتلَى الستَّة من الأسرَى أظهرَ رئيس وزراء الكيانِ المُحتلِّ نيَّته الحقيقيَّة من الاعتداء على غزَّة، موضحًا في كلامه أنَّ الكيانَ خاضَ سابقًا ثلاث حروب ولم يحظَ بدعمٍ دوليٍّ لإعادة غزَّة، ممَّا يعني كلامه أنَّ هذه الحربَ مرتبطةٌ بالحروب السَّابقة، وأنَّ أهمَّ أهدافِها هو احتلالُ قِطاع غزَّة والسَّيطرة على محور فيلادفيا حسب قوله: «موقفنا ثابت بشأن محور فيلادلفيا ولن يتغيَّرَ... يطلبون مِنَّا الخروج من محور فيلادلفيا لمدَّةِ (42) يومًا، وأنا أقول إذا فعَلْنا ذلك فلن نعود إِلَيْه ولو بعد (42) سنَةً». وأضاف: «دخولنا إلى محور فيلادلفيا أجبرَ حماس على تغييرِ موقفِها في المفاوضات... شَعَرنا بتغييرٍ لصالحِنا في الوضعِ العسكري. محور فيلادلفيا هو أنبوب الأكسجين لهَا ويجِبُ قطعُه». وهو كلامٌ عارٍ من الصحَّة تمامًا، وما هو إلَّا تبريرٌ من أجْلِ البقاء واحتلال غزَّة؛ لأنَّ الشَّواهد كُلَّها تقول إنَّ الأنفاقَ مع مصرَ قد تمَّ إغلاقُها تمامًا منذُ فترةٍ كبيرة، وإنَّ ما يتعرَّض له الكيانُ من ضرباتٍ قويَّة في رفح وباقي قِطاعِ غزَّة يثبت كذبَ سرديَّته، وأكَّد أنَّ حلمَه القديم يُحقِّقه الآن «حين قرَّر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، آرئيل شارون مغادرة قِطاع غزَّة لم أوافقْ أبدًا على إخلاء محور فيلادلفيا». وخلافًا لاعترافِه بأنَّ حَرْبَه على غزَّة لم يكُنٍ من ضِمْنِها إعادة الأسرَى، بل هو حلم «إسرائيل» الكُبرى باحتلالِ غزَّة وإعادة الضفَّة، ومَن يشاهد الخريطة الَّتي ظهرت بجانبه يجدها خاليةً من الضفَّة الغربيَّة، بالإضافة إلى تلميحِه بعودةِ الذَّهاب إلى جنوب لبنان بقولِه «بعدما خرَجْنا من لبنان، كان يجِبُ عَلَيْنا العَودة مع أوَّل صاروخ أُطلق عَلَيْنا مِن هُناك»، هذه هي أحلام (النتنياهو) إعادة احتلال الأراضي الفلسطينيَّة في غزَّة والضفَّة ولبنان، وقد يكُونُ ما لا يفصح أخطر.

جودة مرسي

من أسرة تحرير « الوطن»